دموع اللقاء... عندما يحتضن الأب ابنته بعد سنين الغياب الطويلة
لقاء يحمل بين طياته قصائد حب وحزن، كأن الزمان قد توقف ليستجمع أشلاء الفراق ويعيدها نبضاً في قلب الأب...
هو هناك، واقفٌ كطفلٍ ضاع من عمره نصفه، نصفٌ كان يبحث فيه عن طفلةٍ كانت تملأ حياته ضحكاً وبراءةً، ونصفٌ آخر تكسّرت فيه الأحلام على جدران الانتظار. وفي لحظة واحدة، لحظة قدسية، يشهق الرجل، تغمره الدموع، ليست لأنها صارت امرأة... بل لأن السنوات خطفت منها طفولتها دون أن يراها تكبر.
أمام عينيه... ها هي ابنته، لم تعد تلك الصغيرة التي اعتاد أن يحملها بين ذراعيه، لقد أصبحت امرأة... امرأة يجهل تفاصيلها، امرأة عاش عمره يحلم بلقائها، وكأن الزمن قد نسج له قصيدة من الأشواق والألم.
يا للقدر الذي يجعل اللقاء أشبه بقصيدة تنزف حروفها، وكل كلمة فيها تختلط بدموعه... دموع شوقٍ وحنين، دموع اعتذار عن كل لحظة لم يكن فيها بجانبها، ودموع فرحة لأنه أخيرًا يحتضنها، حتى وإن كانت غريبةً بعض الشيء...
انقر للتقييم