هل بروفايل شركتك قادر على جذب العملاء بنفسه؟ اكتشف البروفايل التفاعلي لتحويل أعمالك لمغناطيس للنجاح!
تخيل معي لو أن أحدهم أصرَّ على الاحتفاظ بعربة تجرها الأحصنة في عصر السيارات ذاتية القيادة، أو تمسك باستخدام الشموع في زمن الكهرباء. هكذا تبدو لي الشركات التي تصرّ على إبقاء مواقعها الإلكترونية كأحجار صماء، جامدة، عتيقة، لا تملك من الحياة إلا الاسم، بحاجة إلى فريق كامل من موظفي الرعاية والتسويق لتلك المواقع المتهالكة، بدلاً من أن تكون هي جاذبة للجماهير، ناشرة لنفسها، كما ينبغي.
ما الذي يجول في أذهان هؤلاء؟ كأنهم يظنون أن بناء موقع إلكتروني يشبه بناء جدار، وكلما كان الجدار سميكًا ومتينًا، كان أمتن وأفضل! لكنهم نسوا أن العالم تغير، وأن المواقع الإلكترونية اليوم هي كائنات حية، تتفاعل مع الزائر، تلهمه، وتدعوه لمزيد من التفاعل. لكنها أيضًا تُسقط أوراقها بنفسها، كالأشجار التي تتجدد باستمرار. هذه المواقع القديمة، هذه الأحجار الصامتة، تقف كتماثيل شاهدة على جمود عقول أصحابها، بينما يتجاوزهم العالم بسرعة الضوء.
إنهم يتخيلون أن مواقعهم الإلكترونية يجب أن تكون كمتحف، مليء بالقطع الثمينة التي لا يقترب منها أحد إلا بمفتاح خاص ورعاية مستمرة. أين الذكاء؟ أين الانسيابية؟ أين الجاذبية الذاتية التي هي روح هذا العصر؟ بدلاً من إغراق الزبائن بالرسائل والدعاية، لماذا لا يتركون الموقع يتحدث عن نفسه، ويكون كافياً بمحتواه ليجذب، ويحفّز، وينتشر دون جهد؟ إنها إشكالية هؤلاء الذين لا زالوا أسرى الماضي، يعيشون في عالم يتغير من حولهم بسرعة، لكنهم، ولسببٍ ما، يصرون على التجمد في أماكنهم.
هؤلاء، بكل بساطة، هم من سيجدون أنفسهم خارج السباق. وكأنهم يجهلون أن العالم الرقمي اليوم هو أشبه بنهر، من يسكن ضفافه ويعيش وفق تياره، ينتشر ويتوسع، أما من يرفض الحركة، فيصبح جزءاً من الماضي، شيئاً لم يعد له مكان في الحاضر المتسارع.
انقر للتقييم